يقول الله تعلى : (ومثلاً الشيطان إذ قال للإنسان أكفر فلما كفر قال إني بريء منك إني أخاف من الله)
لطالما تمنى الشيطان أن يكفر الإنسان لاسيما المؤمنين والصالحين والملتزمين ولطالما كانوا هدفاً مغرياً له ولذلك جنّد إبليس أتباعه من الجِنّة والناس ليقوموا بإغواء المسلمين فإن استطاع أن يجعلهم يكفروا فعل وإن لم يستطع حاول تزيين المعاصي لهم وإن لم يستطع شغلهم بالمهم عن ما هو أهم كأن يقول للمرء قم الليل وصلي ويقنعه بفضل صلاة الليل وإكثارها وقبل الفجر يقول له نم واصح قبل الفجر بقليل وصلي فينام ولا يصحو على صلاة الفجر فيكون قد شغله بالمهم ألا وهو صلاة النافلة عن ما هو أهم ألا وهو صلاة الفجر.
وهاكم ما يروي المفسرون في الآية المذكورة آنفاً
كان في ما مضى عابداً طائعاً من عباد بني إسرائيل – هو عابد وليس عالم وهناك فرق – وكان هناك أربعة رعاة لهم أخت ولم يكن لهم في تلك البلدة من يأمنونه على أختهم وكانوا يريدون السفر فأقنعوا العابد أن يودعوا أختهم عنده فوافق بعد جهد.
تركوا أختهم وكان العابد يضع الطعام على الباب ويعود إلى داخل صومعته فتأتي الفتاة فتأخذ الطعام وتذهب وهكذا حتى قال له الشيطان : أين المروءة ..أين الشهامة .. كيف تدع الفتاة تأتي وتخرج وحدها اذهب وأعطها الطعام أنت، ففعل العابد وما لبث الشيطان حتى أقنعه أن يلقي السلام عليها حين يصل إلى مخدعها ثم يضع الطعام ويعود إلى صومعته، ثم بدأ الشيطان يستخدم أسلوب تزيين المعصية أسلوب التلبيس قال له تكلم إليها فهي وحيدة لم تكلم أحد منذ فترة ولك أجر مواساتها لعلها بحاجة إلى شيء غير الطعام فهي لا تزال من البشر تحتاج إلى الناس، وما كان للعابد إلاّ أن دخل إليها وتكلم معها وصار كل يوم يدخل إليها يكلمها فحلت في قلبه موقعاً وزين له الشيطان ذلك فوقع بها، نعم ذلك العابد يزني يفعل كبيرة من الكبائر فما خلى رجل بامرأة حتى كان الشيطان ثالثهما، ولعل الشيطان يقف ويرضى هنا ؟؟!! لا فهو يبغي أكثر من ذلك.
أنجبت الفتاة طفلاً فقال الشيطان له أنت عابد بني إسرائيل وإن علم الناس ما فعلت لهجروا الدين واحتقروا العباد وأهانوهم، عليك أن تمحي أثرك، اقتل الفتاة والمولد الجديد، ففعل العابد ما قاله اللعين ومضى الوقت وعاد الإخوة.
سألوا عن أختهم فقال العابد أنها مرضت مرضاً معدياً وماتت على أثرها فدفنتها في الغابة، صدق الإخوة هذا الكلام فهو العابد هو أصلح القوم كيف لا يصدقونه !!
وهل اكتفى إبليس ؟؟ لا فهو يريد ما وراء الحدود، ظهر الشيطان في المنام للإخوة وقال لهم أن العابد زنى بإختكم وأنجب منها طفلاً فقتلهما وهم مدفونين في مكان كذا عند الموضع كذا.
أصبح الإخوة متعجبين، قال أحدهم رأيت شيئاً عجاب الليلة رأيت كذا وكذا، فقال الآخر وأنا والله رأيت ذلك وقال الثاني وقال الثالث .. فذهبوا إلى ذلك المكان ووجدوا الطفل وأختهم.
أخبروا الحاكم بالأمر فأمر بقتله وقبل تنفيذ الحكم قال له الشيطان أنا أوقعتك بهذا وأنا أخرجك منه، اسجد لي واحدة (لعنك الله وأجارنا من كل وسواس خناس) فسجد العابد !! فقال الشيطان إني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين !!
(ومثلاً الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إني بريء منك إني أخاف من الله)